هل الهجرة هي العلاج الامثل للقضية الايزيدية
حسن قوال رشيد
كثيرا ما اتسأل مع نفسي عن الدوافع الرئيسية التي تجعل شباب الايزيدية يتخذون طريق الهجرة دون غيرها وكنت مع نفسي اقول ان اغلب شبابنا لايمتلكون مهنة ذهنية او عضلية وان ثقافتهم معدومة في اغلب الاحيان وينتمون الى وسط قروي فقير ويتخذون من الهجرة الطريق الافضل لبناء حياتهم ومستقبلهم لكنني قد اعدلت عن هذا الرأي بعد ان تلقيت مكالمة هاتفية حيث انني ايقظت اليوم في ساعة مبكرة على صوت الهاتف عندما رن جرس هاتفي واذا بأتصال من العراق وتحديدا كان والدي على الخط ويطلب مني المشورة لانه يريد الهجرة الى اوربا بعد ان يأس من الحياة في العراق ابي ذلك الكاهل الذي تجاوز السبعين من عمره ويحمل معه كل امراض العصر يفكر حتى في اواخر ايام حياته بحلم الهجرة الذي اصبح مرضا سرطانيا في جسم كل انسان ايزيدي نعم انه يريد ان يعيش اخر ايام حياته بهدوء واطمئنان تحت سقف اوربا الحرة والديمقراطية ولكي يلتحق بباقي افراد عائلته اللذين هجروا من العراق الواحد تلو الاخر ,ابي ذلك الانسان الذي عاش جل حياته بين الارض والزراعة وتربية المواشي كيف له ان يتأقلم مع وضع مختلف تماما عما عاشه في العراق كيف له ان يترك ارضه ومهنته وكيف له ان يترك ديوانيات الكبار المسننين كيف له ان يترك اصدقائه وبيته واهله ويعيش منعزلا في وسط لايفهم منه شيئا لا لغتهم لا ثقافتهم لا عالمهم الغريب.نعم انني لم استطيع النوم بعد هذه المكالمة وتعمقت كثيرا في اسباب الهجرة وقارنت بين الهجرة قبل عقدين من الزمن مع الهجرة الحالية فوجدت ان هناك فرقا شاسعا بين التوقيتين نعم نحن هاجرنا بسبب ظلم صدام ودخول العراق من حرب الى اخر وانعدام الحرية والديمقراطية وكنا نسعى الى تحسين وضعنا المادي بعد اصدار صدام قرار اغلاق النوادي والمشروبات التي كانت مصدر المعيشة لدى معظم الايزيديين حيث انتشار البطالة المتفشية بين العراقيين .ان العراق قد اختلف بعد سقوط صدام حيث تم تعين الكثيرين من الخريجين وفتحت ابواب العمل بوجه العمالة واستطاع الكثيرون من الانخراط في سلكي الشرطة والجيش وتم تعين الخريجين في سلكي التعليم والصحة وكان بامكان الايزيديين ايجاد افضل البدايل بعد سقوط صدام الا انهم اخذوا موقف المتفرج وامسكوا ثانية بمنتصف العصاية نعم نحن نعرف تماما ان الايزيديون عانوا من الاضطهاد الديني والقومي ونعرف بأن هناك اجحاف بحقهم من قبل الحكومة المركزية وكذلك عدم الاهتمام بهم من قبل حكومة كوردستان بحجة عدم خضوع تلك المناطق تحت سيطرتهم لاسباب عدم تطبيق المادة 140 وبقاء تلك المناطق ادراريا تحت سيطرة الحكومة المركزية ان عدم الاهتمام بالمناطق الايزيدية المحررة بعد سقوط صدام في عام 2003 وعدم تعويضهم عن سنوات الترحيل وعدم انشاء مشاريع خدمية في مناطقهم ازدادت من تعاستهم ومن عدم ايمانهم بتحسين الوضع الحالي مما ادى الى تمسكهم بالهجرة كبديل عن الحرمان والعذاب وليجدوا بذلك وطننا بديلا عن الوطن الام وليعيشوا بأمان واطمئنان في ظل الحرية والديمقراطية وبذلك الحل يجدوا الايزيدية الدواء الامثل لمعالجة مرض السرطان الذي افتك بالجسد الايزيدي وليتركوا للاخرين كل شئ وطنهم ومالهم وبيوتهم في سبيل حريتهم .ان كل ما نتمناه هو وطن اساسه العدل وجدرانه الصدق والمحبة وسقفه المواطنة الحرة التي يشعر بها المواطن العادي بكرامته املنا كبير في ان يقف المسؤولون على احوال الايزيدية بأنفسهم وتشخيص مشاكل الايزيديين وان يجدوا لها حلولا عادلا وسريعا لكي تستطيع الاقليات الدينية في العراق من العيش بأمان وسلام ولكي يتمسكوا بوطنهم وارضهم.__________________
الخميس، 4 ديسمبر 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق