شنكال:جرحك ينزف قيحا ودما
حسن قوال رشيد
تصادف اليوم الذكرى السنوية الاولى لابشع جريمة عرفتها الانسانية جمعاء تلك الجريمة التي هزت بها ضمائر الارهابيين قبل ضمائر الانسانية تلك الجريمة التي لم ترى ولم تسمع بها العالم والامم المتحدة والشعوب من قبل الا وهي فاجعة شنكال والذي حدثت في يوم الثلاثاء الاسود المصادف الرابع عشر من اب عام 2007 عندما قام الارهاب الاسلامي التكفيري بتفجير اربع شاحنات مفخخة في قريتي سيبا شيخ خدري وكر عزير والذين تقعان في شمال الموصل تلك المناطق الامنة والمكتظة بالسكان العزل والذي خلفت وراءها اكثر من 800 شهيد والفي جريح وهدم العشرات من البيوت وترملت العشرات من النساء وخلفت ايضا اكثر من مائتي يتيم .لم تكن تلك الضربة هي الاولي للايزيدية ولم تكن الاخيرة ايضا انها ليست سوى حلقة من الحلقات الاضافية المروعة في مسلسل المذابح التي يتعرض لها الايزيديون على يد قوى الشر والظلام المعارضة للحرية والديمقراطية ولارادة الشعوب وليضيفوا ايتام صدام ومعهم العرب الشوفينيون انجازا جديدا الى انجازاتهم العظيمة كالانفال والتعريب والترحيل والاعتقالات الجماعية ,وانني اسألهم واحلفهم بضمائرهم المعطوبة وبدينهم اللذين لادين لهم ايقتل احد الموتى في المقابر ايفجر احد الصحراء اينهب احد انسانا فقيرا لايمتلك لقمة العيش نعم لقد كان اهل شنكال يعدون من الاموات لانهم ليسوا عائيشين كما تعيش الشعوب كانت بيوتهم من الطين اراضيهم كصحراء جرداء لاماء لهم ولاطعام كانوا ينتظرون احدا ليشفق عليهم كانوا ينتظرون الليل لتنام اطفالهم بعد نهار طويل من الجوع والبكاء لاجل لقمة غذاء لم يكن يمتلكونها ليسدوا بها افواههم نعم هكذا كان حال اهل شنكال وكما تعرفون انتم ان نسبة 90 % من اهالي شنكال يعيشون تحت خط الفقر ولا يوجد فيها اصلاحات حكومية او مشاريع او خدمات نتيجة لعدم الاهتمام بها من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة على السلطة ووصولا الى الحكومة الحالية.بهذه الحادثة استطاع الايزيديون ان يتوحدون ويجمعون شملهم بعد فرقة طويلة وسبات عميق فقام الايزيديون بالمظاهرات في اوربا تنديدا بالجريمة البشعة وقاموا بجمع التبرعات والمساعدات للعوائل المنكوبة وكذلك جلب بعض من الجرحى الى المستشفيات الالمانية وكان لشخص الدكتور ميرزا الدناني الوقفة الرجولية المتميزة في هذه المحمحة الكبيرة من تنظيم للجالية والقيام بالمظاهرات والى جمع المساعدات وكذلك جلب الجرحى وكان لشخصة الاثر البالغ على ابناء الجالية الايزيدية في اوربا وكان نعم الانسان والعقل المدبر في تلك الظروف الحرجة فسوف يتذكره التأريخ الايزيدي بكل فخر واعتزاز واقول للايزيدية اذا كان ميرزا الدناني كل الايزيدية فلتكن كل الايزيدية اليوم من امثال ميرزا الدناني وحينها سيختلف حالنا مما نحن عليه الان.شنكال يا قلعة الصمود يا وطن الاولياء يا مدينة الفداء انت من انجبت العظماء ستبقى رايتك عالية وستبقى مزار شرف الدين شامخا عاليا وستبقى سن الكلوب عاليا وستبقى النخوة الشنكالية كما هي ,شنكال يولع التأريخ احداث الزمن الردئ حياة وتنبري عنا الأم الجراح وافعال السنين لقد مرت سنة على الفاجعة ولا زالت جرحك ينزف قيحا ودما ولازالت بيوتك مهدمة وصراخك مستمر دون جدوى,انين اختفى بعد الظلام واعتلت الاماني سحاب الاكتئاب وظلت شنكال تعانق الشيخان وبحزاني في زمن الانتصار وظلت شنكال تخاطب الضمائر الحية بدون عناء وتمسح الدم عن روح كوردستان صارت شنكال اغنية تردد في الحناجر الابية وغرقت سمفونيتها للكرامة الايزيدية وخلد المطربون الانفجار واختزلوا القهر والاذعان ,وعلى الكفوف حملنا شهدائنا الى مقبرة الشهداء في مزار شيخ مند ونودعهم ونتركهم يرحلون عنا تاركين لنا الالام والحسرات وينتهي زمن الطوفان والفرمان وستبقى شنكال مفخرة لنا وللاجيال من بعدنا ولنجعل من 14 اب يوما للشهيد الايزيدي ويوما للحرية الابدية فليرحم الله شهدائنا ويحفظنا من كل سوء والله ولي التوفيق.ميونخ-المانيا14 -8-2008
__________________
__________________
