اقبل يداك يا مام جلال
حسن قوال رشيد
نشرت في الاونة الاخيرة العديد من المقالات السياسية والتي تناهض وتندد بالمصافحة التاريخية التي قام بها الرئيس مام جلال مع السيد ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي من خلال تواجدهما معا في مؤتمر الاشتراكية العالمي والذي عقد باليونان في الفترة الاخيرة والذي حضرها مام جلال بأعتباره امينا عاما للاتحاد الوطني الكردستاني ونشرت تلك المقالات في الجرائد وعلى صفحات الانترنيت ولابرز الكتاب العراقيين ومنهم صائب خليل ومحمد محي الدين واسعد راشد ورياض الحسيني وعماد الاخرس وغيرهم وانقلبوا الدنيا على عقب بهذه المصافحة الانسانية والذي تعبر عن مدى شعور الكرد بالقيم والاعتبارات الانسانية وساحاول هنا الدفاع عن مام جلال رغم عدم حاجته الى من يدافع عنه لكونه صاحب حق ولكنني لم استطيع ان اتمالك نفسي من منطلق الشعور القومي والاحساس بالمسؤولية تجاه رمز من رموزنا ورئيس لعراق فيدرالي متعدد وديمقراطي.ان من لايعرف مام جلال جيدا لايستطيع ان يحلل شخصيته فكما تعرفون ان مام جلال انسانا ديمقراطيا ودبلوماسيا وسياسيا محنكا قدم جل حياته لتكريس الديمقراطية في العراق بصورة عامة وفي كوردستان بصورة خاصة والدليل على ذلك عندما تذهب الى السليمانية سترى الحقيقة على الطبيعة ولترى مدى التطور الذي حصل فيها ولو قارنها ببقية محافظات العراق وحتى على مستوى اوربا والذي حصل في السليمانية من تغيرات يعود الفضل فيها الى مام جلال وحكومة الاقليم كما وقدم مام جلال اروع المثل في النضال السياسي والفكري وقدم شبابه لكردستان وحارب الطغاة ولم ينحني يوما لدكتاتورياتهم القمعية فكان الطاغية صدام كلما يصدر عفوا عن جميع السياسيين العراقيين يستثني منها مام جلال دائما نظرا لدوره البارز في النضال وجمع وتوحيد صفوف قوى المعارضة العراقية ولولا مام جلال ومعه الرئيس مسعود البارزاني لما توحدت المعارضة في اربيل وارغمت صدام بعدها على السقوط وطبعا بمساعدة امريكية ولولاه لما كان العراق في هذا الوضع الجيد لقد عمل مام جلال من اجل مصلحة العراق واستطاع ان يوحد صفوف المعارضة عندما كان معارضا للنظام وبعد انتخابه رئيسا للعراق استطاع مام جلال ان يجمع القوى السياسية في العراق ويجلسهم على كراسي المفاوضات لغرض تعين حكومة فيدرالية لعراق جديد واستطاع مام جلال ان يعبر العراق والعراقيين الى شاطئ الامان بهذه المفاوضات كما كان له الدور الكبير بتهدئة الوضع الملتهب بين السنة والشيعة واستطاع ان يقربهم من بعضهم واستطاع بذلك التغلب على المشاكل الداخلية للعراق.ان من يريد معرفة الحقائق وعمق العلاقات العربية مع اسرائيل ليرى بأن العرب هم من تعاملوا مع اسرائيل من منطلق الخوف والمصالح وها نحن نرى عمق العلاقات المصرية مع اسرائيل وكذلك لدول الخليخ علاقات جيدة مع اسرائيل ولقطر علاقات اقتصادية وتعليمية مع اسرائيل وحتى ليبيا لها علاقات خفية مع اسرائيل ولفلسطين نفسها علاقات مع اسرائيل رغم المشاكل والاقتتال فيما بينهم ولولا حركة حماس لكانت فلسطين الان من احسن الدول العربية ولحصلت على استقلالها وعاشت بأمان جنبا الى جنب مع اسرائيل الجارة والصديقة .نعم ان الاكراد لن ولن ينسوا المواقف الانسانية لاسرائيل عندما وقفت مع الاكراد في محنتهم وقدمت لهم كل الوسائل المتاحة لمقاومة الطاغية صدام عندما كان يقوم بتدمير القرى الكردية وعندما كان يقصف حلبجة بالكيماوي ولم يقم اي عربي شريف حينها حتى ولو بكلمة تنديد او بالتبرع حتى لو ببطانية لطفل كردي يعاني من البرد ونحن كنا في فصل الشتاء حينها اين كنتم ايها العرب حينها اين كانت كبريائكم واين كانت الشهامة العربية التي تتدعون بها نعم هكذا كانت مواقفكم معنا ولكن لاسرائيل كانت لها موقف اخر هو مساعدتنا وانتشالنا من المأزق الذي نحن فيه ونحن بدورنا ككورد واصحاب شهامة لن ولن ننسى فضل اسرائيل علينا ولن ننسى مواقفهم معنا ولكوننا اصحاب مبأدئ لانستطيع ان ننكر فضلهم لذا فأننا عندنا نراهم ننحنى حبا واحتراما لهم وبدون خجل ونقص ,ان اسرائيل شعب من شعوب الله واهل الكتاب المقدس التورات وعليه لابد للعرب ان يقتربوا منهم وبناء علاقات دبلوماسية معهم ومن يدري قد تكون اسرائيل صاحبة الحق في كل شئ كما ان العرب لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئا للفلسطينين خلال ستون عاما سوى بقطع العلاقات الدبلوماسية والتنديد والتهديد لاسرائيل دون جدوى فعليه يمكن بعودة العلاقات الدبلوماسية معها قد تفعل شيئا لهم بدلا من بقاء الفلسطينين في دوامة العنف والموت وعلى العرب يدركوا بأن اسرائيل دولة قوية لن يهزها تهديداتهم ومقاطعتهم لها ولابد من تغير في سياساتهم والاتجاه صوب السلام.واخيرا اقول لمام جلال عاشت يداك على هذه المصافحة واقبل تلك الايدي الذي صافحت بها ايهود باراك واتمنى ان تكون هذه المصافحة هي نقطة البداية لعلاقات عراقية اسرائيلية متينة واتمنى ان تكون الخطوة الثانية هي زيارتك الى اسرائيل ولتدس اقدامك ارض اسرائيل واتمنى ان اكون حينها معك يا سيادة الرئيس لآقبل انا ايضا باراك وبريز وغيرهم من زعماء اسرائيل ولاشكرهم نيابة عن الاكراد لمساعدتهم لنا في محنتنا ولتسجل التأريخ لك ابرز الصفحات لانك ستكون اول رئيس عراقي يزور اسرائيل وسيكون بعدها السلام وعلى الارض السلام.ميونخ 6-7-2008
__________________
__________________
